ذات ليلة
من ليالى الشتاء الباردة
متكئا ً كنت ُ
على الحائط ،
فى تلك الزاوية
المظلمة إلا من ضوء القمر
متواريا ..
من رزاز المطر
فى بداياته ،
أو من تيارات الهواء شديد البروده ،
أو من نفسى .
ولحظة ما حنيت رأسى قليلا أشعل لفافة من التبغ
وقد إعتدت ُ ذلك
ثم اعتدلت
ومن دون أية مقدمات
أو أى صوت
وجدته أمامى مباشرة ً
هكذا ، فجاة ً
وكأنه خُلق من عدم .
دون أية أقنعة أو رتوش
لأن كل هذا
يسقط ،
حين نغتسل تحت المطر .
كما أن حقيقة الأشياء تتضح فى الظلام ، حيث لا أعين تخدع
وحيث ندرك بارواحنا.
من هذا
ما هذا
أنا اعرفة جيدا
ولكنى لا أتذكر من هو .
.. اشيح وجهى عنه كى أمحو الإنطباع الأول
وأنظر إليه مرة أخرى
يا الله ........
أنا أشعره
أعرف انفاسة وهمساتة
واتساءل
هل هو صديق قديم
من زمن غابر
هل هو عدو تغيرت ملامحه بفعل الزمن
فأحترس
فأنا أعرفه
أعرف استدارته المفاجئه
أعرف مباغتته فى الأوقات الهادئه
حين نظن أنه مضى
أهدأ فجأة
وأعود إلى الوراء
إلى ذكرياتى البعيدة .
وأنطلق نحو اللحظة
مفلترا ً الوجوه والكلمات والأنفس
ليس صديق
ولا عدو
ليس أبى ولا أمى
ولا أخى
ولا أحد من أقاربى
وليس أيضا من أحب .
يااااااا ألله
أهو أنت ؟
أنت حقيقة ؟
ألم يعد لديك سواى ؟
ألم تمل من التعامل معى ؟
كم أنت عنيد
وكم أنا متصد ٍ لك
ولكن
تفضل ... نسير معا قليلا
ليس هناك من مانع
ولن يضير ذلك
حيث أصبحنا
نعرف بعضنا الآخر
جيدا